مدينة بسكرة
الموقع
تقع ولاية بسكرة في الناحية الجنوبية الشرقية من الوطن، متربعة على مســاجة تقدر بـ 21671.20 كلم2. إنبثقت بموجب التقسيم الإداري لسنة 1974 طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 130/74 تضم 12 دائرة تتفرع إلى 33 بلديـة.
تشترك ولاية بسكرة في الحدود مع 05 ولايـات ذات أهمية اقتصادية و سياحية، بحيث يحدها من الشمال ولاية باتنة، من الّشمال الغربي ولاية مسيلة، من الشمال الشرقي ولايةخنشــــــــلة، من الــجنوب الغربي ولاية الجلفة و من الجنوب ولاية الوادي.
بفضل خصائصها الجغرافية و موقعها الإستراتيجي الهـام جعلها همزة وصل بين الشرق و الغرب، الشمــــــــال و الجنوب العهد القديم تشهد عليه مختلف الشواهد المادية الظاهرية منها والباطنية منها، أكسبتها عراقة وأصالة في الماضي ومعاصرة في الحاضر.
المناخ
يمتاز مناخ بسكرة بعدة خصائص فرضتها عوامل طبيعة المنطقة وهي: الليل والنهار،جعل مناخها شبه جاف ذو شتاء بارد جاف وقوعها جنوب شرق البلاد و تباين المدى الحراري بين إرتفاع المنطقة بـ 122 متر على مستوى سطح البحر. وصيف جاف. يعد تساقط الأمطار نـــــادرا بالمنطقة على مدار السنة إلا أنها تستقبل كمية معتبرة خلال فصل الخريف خاصة في شهر سبتمبر مما يسبب غالبا انجراف التربة
![]() |
![]() |
المجال الحيوي
تعرف ولاية بسكرة مجالا حيويا متنوعا يضم أربعـة مناطق مختلفة:
المنطقة الجبلية
تكتنز هذه المنطقة منجما هاما من الملح إلى جانب سد منـبع الغزلان بالإضافة إلى تــنوع الحرف والصناعات التقليدية نذكر منها صناعة الزرابي، المنسوجات، الأواني الخزفية والفخارية وصناعة الحلي . وبحكم وقوعها بسفوح الأوراس، أهلت أرجـائها لأن تعرف تربية النحل والفلاحة الجبلية مثل غرس أشجار الزيتون و الفواكه كالمشمش، تضم هذه المنطقة كل من دائرة القنطرة مشونش، الوطاية وجمورة.
منطقة الزاب الغربي
يغلب على هذه المنطقة زراعة النخيل ذو النوعية والجودة المعروف دوليا، تعرف باسم “دقلة نور” تعد أغلب أراضي هذه الناحية سهولا وهضـابا خصبة غنية بالأراضي الفلاحية الصالحة للزراعة. تشمل هذه المنطقة كل من دائرة طولقة، أورلال وبسكرة.
منطقة الزاب الشرقي
هي منطقة سهبـية تسودها زراعة مكثفة للخضراوات و المحاصيل ذات فائدة صناعية مثل الحنة، الملوخية والتوابل. كما يوجد بها سد فم الغرزة باحتياطي قدربـ 43 مليون متر مكعب، يستغل في سقي واحات نخيل سـيدي عقبة وتضم هذه كل من دائرة زريبة الوادي وسيدي عقبة.
منطقة الجنوب الغربي
يغلب على هذه المنطقة نشاط تربية المواشي نظرا لطبيعتها الرعوية، فهي تشتهر بتربية أحسـن سـلالات أنواع المـاشية المصنفة عالميا والمعروفة “بسلالة أولاد جلال” هذا لم يمنعها من احتضان زراعات أخرى مثل : النخيل والأعشاب الطبية المكثفة تضـم هذه المنطقة كل من الدوائر التالية أولاد جلال وسيدي خالد.
أصل التسمية
إن التسمية الحقيقية لمدينة بسكرة ظلت محل نقاش بين المؤرخين، فمنهم من يعتقد أن اسمها ينحدر من كلمة “فيسيرة الرومانية” التي تعني المــــــحطة التجارية، والبعض يرى أن أصل التسمية هي “سـكرة” لحلاوة مياهها أوتمورها كما يعتقد البعض الآخر أن التسمية الحقيقية لها هي “ادبيســنام ” وهي كلمة رومانية تعني المنبـع – المعدني” حمام الصالحين “حاليا وبهذا أطلق عليها اسم عروس الزيبان . أّما حسبما جــاء في كتاب لسان العرب لابن منظـور الزاب يعني الزبية أوالزابية التي لايعلوها الماء” . كما وصفها بعض المؤرخين نذكر منهم: ياقوت الحموي: وهوأديب وخطاط رومي الأصل، ذكرها في كتابه “معجـم البلدان” حيث قال: “الزاب يشمل مناطق”: بسكرة، وبادس، قسـنطينة، طولقــــــة بالجزائر، توزر وقفصة، ونفطة بتونس”.
كما ذكرا لأديب اللغوي والمـؤرخ القلقشندي أبو العباس شهاب الدين أحمد: المصري صاحب كتاب “صبح الأعشى في صناعة الإنشاء” و “نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب”، حيث قال: “بلاد الزاب، مدينة من بلاد الجــريد في إفريقيا” وبلاد الجريد هي أرض ممتدة من السـاحل الأطلسي لشمال إفريقيا إلى حدود مصر تحدها سلسلة جبال الأطلس شمالا و الصحراء الكبرى جنوبا وتعني بلاد النخيل”.
كذلك ذكرها الرحالة المقدسي محمد بن أحمد شمس الدين : (947م/990م) صاحب كتاب ” أحســـــن التقاسيم في معرفة الأقاليم “، فقال عنها: “مدينة الزاب تبدأ من مسيـلة تتـبعها مقرة ،طبنة، بسـكرة، بــادس تهــودة، طولقــة جميلة، بنطيوس”.
أما ابن خلدون عبد الرحمان بن محمد ولي الدين الحضرمي الإشبيلي: فلقد قال عن الزاب ” الوطن الكبير الذي يشمل على قرى عديدة متجاورة مع بعضها البعض وأوصل عددها إلى مئة قرية.
كلمة الزاب أطلقت على بسكرة لكثرة نخيلها ونباتها أو لغزارة مياه واديها الذي ينحدرمن جبل الأوراس”.
![]() |
![]() |
بسكرة تاريخيا
فترة ما قبل التاريخ
تدل الشــــــواهد المادية المكتشفة بالولاية على وجود الإنسان منذ الأزمنة الغابرة من الزمن وهذا ماتأكده لنا المجموعات الأثرية التي عثرعليها في كل منمنطقتي شتمة والقنطرة كرؤوس السهام والمكـاشط إلى جانب نقوشـات حجرية تم إكتشافها بمنطقة رأس الميعاد ومنطقتي أمزيرعة وأمشونش.
الفترة القديمة
توالت على هذه المنطقة العديد من الحضارات نذكر منها الحضارة النوميدية التي تميزت بالرقي خاصة في بناء القصور مثل قصرجمينة ببلدية امزيرعة الذي بنته الملكة الأمازيغية الكاهنة حيث جعلت منه حصنا دفاعيا ضدالرومان إلى جانب، صك النقود وتكوين جيشا قويا، وكما كانت بها تجارة مزدهرة، مما جعلها محل أطماع احتلال البيـزنطيين والرومان للمنطقة مما تشهد عليه حضــارتهم المواقع والمعالم الأثرية المنتشرة عبر تراب الولاية.
العهدالإسلامي
في القرن السابع الميلادي حوالي سنة 27هـ/627 م، تمكن الفاتح عقبة بن نافع الفهري من فتح شمال إفريقيا من بينها ،منطقة بسكـرة وطرد الحاميات الرومانية والبيزنطية منها. وشاء القدر أن يستشهد بمعية أكثر من 300 شهيد سنة 63هـ ببلـــــــدة تهودة الواقعة قرب سيــــدي عقبة. كما تعــــاقبت على المنـــــــطقة دويلات إسلامية عدة أهمها: الدولـة الأغلبية، الدولة الفاطمية، الدولة الحمادية، والإمبراطورية العثمانية.
الفترة الفرنسية
احتلت فرنسا منطقة بسكرة في 04/03/1844 بعد مقاومات عـدة شعبية من قبل الأهالي، أشهرها
-ثورة الزعاطشة سنة 1849 بقيادة الشيخ بوزيان.
– ثورة الصادق بلحاج سنة 1849، بقيادة الشيخ الصادق بلحاج.
– ثورة عبد الحفيظ الخنقي سنة 1849 ، بقيـــــــــــــادة الشيخ عبد الحفيظ الخنقي
– ثورة العامري سنة 1876 ، بقيادة محمد بن يحي بن محمد.
منطقة بسكرة أثناء الثورة التحريرية الكبرى
أما بخصوص اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر1954 شاركت المنطقة في ليلة الفاتح من نوفمبر1954 عمليات عدة نذكر أهمها: تفجيرات بمحطة القطار القديمة، محطة توليد الكهرباء، الثكـنة العسكرية، مـركز الجيش ومقـرالبريد مع دا رالقايد ببلدية امشونش، وقد خاضت معارك عـدة أشهرها ثلاث معارك سنة 1956 منها:معركة لعـروسين بنواحي بلدية لغروس، معركة أشمرضاص ببلدية عين زغطوط ومعركة جبل تركي ببلدية لوطاية. ومعركة فرغوس سنة 1960 بقرية أكباش بلدية مزيـرعة كما قدمت هذه الناحية من البلاد 4277 شهيـدا نذكر منهم الشهيد سي الحواس، والعقيد محمد شعباني، عاشور زيان وادريس عمر والقائمة طويلة، الذين أفــدوا بأرواحهم لطاهرة والزكية من أجل إسترجاع الحرية والعيش في وطن العزة والكرامة “رحم االله الشهداء الأبرار وأسكنهم فسيـح جنانه، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.